مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، أحمده حمد الشاكرين، وأشكره شكر العارفين، معترفاً بفضله وكرمه، ومصلياً على نبيه المحمود في العالمين، المجتبى في النبيين، والمصطفى من المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ومن صحبوهم واتبعوهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه ورقات طُلبت ممن لا يُرَُّد طلبهم، ويُطلب في الله إرضاؤهم، على منهاج الأُخوَّة، والتعاون على بر الدَّعوة، وصلاح قومنا وأهلنا.
ولقد وقع اختيار الإخوة لأن أكتب في هذا الموضوع، وهو مهمّ للغاية، مع ما استجد من أحوال الدعاة، وما يحتاجونه من النصح والإرشاد والتأهيل في هذا الزمان الذي تعقدت ظروفه، واختلطت كثير من المفاهيم الشرعية والمسلمات الدينية والحقائق الإسلامية مما يتطلب نظرة معاصرة ومعالجات فكرية وتوجيهات سديدة توفّر المطلوب في كل داعية أو جلهم، وتعبد الطريق لهم على سبيل الله.
فجاءت الورقة لتجيب عن سؤال الإخوة: من هو الداعية؟ فجعلت عليه عنواناً لهذه الورقة: (الداعية الموفّق: المؤهلات والصفات) لأن الجواب عن سؤال: من هو الداعية؟ سيكون لا محالة ببيان مؤهلات الداعية وصفاته التي تكوِّنُ شخصيته الدعوية، ولذلك جعلت البحث في ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: في التعريف بالدعوة والداعية.
والمبحث الثاني: في مكانة الداعية ومقامه فينا.
والمبحث الثالث: في مؤهلات الداعية وصفاته، وهو على مطلبين:
المطلب الأول: في مؤهلاته.
والمطلب الثاني: في صفاته، التي على قسمين:
صفاته الوجدانية الإيمانية،
وصفاته السلوكية الحالية.
فالله تعالى أسأله أن يقبله مني، وأن يضع قبوله في قلوب إخواني، وأن يجزيني به خيراً، اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحدٍ فيه شيئاً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
